بايدن بدأ بـ"ترويض" تركيا
تحت العنوان أعلاه، كتب ميخائيل موشكين، في "فزغلياد"، حول الصراخ التركي الفارغ في وجه البيت الأبيض.
وجاء في المقال: أزفت لحظة حرجة في العلاقات التي لم تتميز بمتانتها بين الولايات المتحدة وتركيا. فقد أعلن بايدن الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن في العام 1915، وهو ما يعني بالنسبة لأنقرة تجاوز الخط الأحمر.
كانت ردة الفعل التركية قاسية كما هو متوقع، بما في ذلك الدعوات إلى حرمان أمريكا من قاعدة إنجرليك ذات الأهمية الاستراتيجية.
ولكن السناتور أليكسي بوشكوف يرى أن تركيا ستقتصر على الصراخ الساخط، في ردها على قرار سيد البيت الأبيض، وذكّر بـ "أن عددا من حلفاء تركيا في الناتو - بلجيكا وفرنسا وألمانيا وبولندا - اعترفوا منذ فترة طويلة بحقيقة هذه الإبادة الجماعية".
فيما قال المستشرق أليكسي مالاشينكو لـ"فزغلياد"، إن واشنطن، بالطبع ، كانت على دراية بكيفية ردة فعل تركيا وزعيمها على قرار بايدن. ولكن "عاجلاً أم آجلاً كان يجب أن يحدث ذلك. وربما هو بات قرارا تاريخيا روتينيا. لكنه لن يؤثر في نوعية العلاقات الأمريكية التركية".
أما الأستاذ المساعد في الجامعة المالية التابعة للحكومة الروسية غيفورغ ميرزايان، فعلى العكس من ذلك، يرى أن إدارة بايدن، بهذه الطريقة قررت "ترويض" الحليف التركي الذي لا يمكن التنبؤ بسلوكه. على غرار ما قام "بايدن من قبل لـ" ترويض" ولي العهد السعودي. وهكذا، يبين الأمريكيون أن تركيا إذا أظهرت سيادتها واستقلالها في الساحة الخارجية، فإن الأتراك سوف يمرون بوقت عصيب، لأن واشنطن ستتجاوز الخطوط الحمراء في العلاقات الأمريكية التركية. أحد هذه الخطوط الحمراء الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن".
ويشكك الخبراء في أن يتخلى الأمريكيون عن قاعدة إنجرليك الجوية. فمن وجهة نظر مالاشينكو مجرد وجود عسكريين أمريكيين في هذه القاعدة عامل يساعد أردوغان على ممارسة لعبته في وقت واحد مع واشنطن وموسكو.
وبحسبه، فإن أردوغان "لن يتخذ أبدا موقفا حقيقيا مناهضا لأمريكا، وكذلك موقفا لا لبس فيه مناهضا لروسيا".